| 0 التعليقات ]

بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




احبائي
 
فى غيبة وازع من الضمير والاخلاق اختلط الغث بالثمين وصارت الاخلاق والمبادئ والتكافل والتراحم عملات نادره فى هذا الزمان لم يعد صغيرنا يوقر كبيرنا ولم يعد كبيرنا يرحم صغيرنا وانتشر الفساد والافساد فى البر والبحر،حتى طغي على السطح فى الربع قرن الاخير طائفه من البشر اجتمعت فى تلابيبها الثروه والسلطه ، واصبح السواد الاعظم من بنى وطنى يرزخون تحت نير الفقر والحاجه ونفر قليل استحوذ على كل شئ ودان لهم كل شئ ، والطامه الكبري انهم يتشدقون بالفضيله ويرتدون ثوب البر والاحسان وهو منهم براء نسوا او تناسوا قول المولى عز وجل فى محكم التنزيل
(ويل لكل همزة لمزه الذي جمع مالا وعدده ايحسب ان ماله اخلده كلا لينبذن فى الحطمه وما ادراك ما الحطمه)
هذا الغنى الثري احتقر الفقير ونبذه وكان جزاء ربه من جنس العمل (الحطمه) وهى اسم من اسماء جهنم .


لم يتدبروا قول المولى عز وجل

(ما اغنى عنه ماله وما كسب)


(انا اكثر منك مالا واعز نفرا)


(الا يدخلنها اليوم عليكم مسكين)


(ان الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر)

الم يتدبروا ماذا فعل الله بقارون الذي تجمعت لديه كل اساليب السلطه واستحوذ على كل اسباب الثروه لقد خسف به وبداره الارض ولم يتدخل احد للرفع عنه .


انها حكمة الله فى خلقه وهب بعضهم المال ليكون سببا لاسعاد وتلبية احتياجات كل محتاج ولم يكن ابدا وسيله للتفاخر فالمال مال الله وسوف تسأل غدا عن مالك فيما انفقته ؟


تدبروا قول الشاعر

رأيت الناس قد مالو
لمن عنده مال
ولما راح منه المال
عنه الناس قد مالوا
ذهبوا لمن عنده الذهب
ولما راح منه الذهب
عنه الناس قد ذهبوا


ان لذة المال فى الانفاق لا فى الاكتناز فى عمل الخيرات لا ارتكاب الموبقات وفعل المحرمات (ولتسألن يومئذ عن النعيم)

احكام المال فى القرءان

من يكتنز المال خوفا من الاحتياج انقطع عنه اليقين فكلما امسك مالا خشي ان لا يأتى غيره عدا فهو بعيد عن حكمة الخالق فى اتيانه للمال .


روى ان رجلا من الصالحين يدعى (الرفس) كان فقيرا وفى يوم اشتد به الجوع ولم يكن معه مال يقتات به فجلس امام النهر يسبح ربه واشتد عليه الجوع واخذ يناشد الله بالدعاء حتى رأي على صفحة الماء تفاحه فلم يصدق ناظريه ثمن التقطها وسما عليها ليأكلها وشبع ثم قال ما هذا؟؟ هذه التفاحه اكلتها ولم اعرف مصدرها طوال عمرى احرص على االحلال انها كارثه واحس بألم وندم ربما وقعت من شجره ولم يعرف صاحبها انها وقعت من عنده ، ثم ذهب وعمل حطابا وجمع دينارين وقرر البحث عن صاحب الشجره وصار على ضفة النهر فلم يجد شجرة تفاح طوال ايام متواصله ، الى ان وجد قصرا منيع ملئ بخيرات الله واسواره عاليه يتفرع من حديقته شجره تفاح فذهب لحارس القصر يسأل عن صاحب القصر لمقابلته واصر على ذلك ، وامام اصراره خرج اليه صاحب القصر وقص الرجل عليه قصة التفاحه وطلب منه اما ان يسامحه عليها او ياخذ ثمنها ،فنظر اليه صاحب القصر متعجبا وقال له لن اسامحك ولن اخذ ثمن التفاحه ففزع الرجل لما ؟
قال له لن ارضي عنك او اسامحك الا اذا تزوجت ابنتي وهي خرصاء عمياء شلاء فقال له هذا هو الثمن فرد الرجل بغير ذلك لا حاجه لي بك ولا جاحه لك بي ، ففوض امره الي الله فان عذاب الدنيا اهون عليا من عذابك يوم القيامه هكذا قال الفقير وتزوج ابنته وصعد الي الغرفه فوجد فتاة رائعة الجمال فهرع قائلا لقد دخلت غرفة اخري وقابلت فتاة اخري وكان صاحب القصر يدعوا الله ان يسوق لابنته رجلا ياكل حلال وقد كافئني الله به وكافئ ابنتي كذلك فهي عمياء لا تري حراما ، خرصاء عن الكذب ، طرشاء عن الغيبة والنميمه لولا تقولك لله ما رزقك الله بما رزقك به فعندما تؤول اليك ثروتي ستكون امينا عليها وعلي مالها وتزوجا وانجبا الامام الاعظم (ابا حنيفا النعمان) وهذا يؤكد ان المال الحلال كله بركه كلما انفقته في الخير وفي طاعة الله فماذا فعل اثرياء هذا الزمان لقد اذدادو ثراءا والفقراء اذدادو فقرا وبات الاحتقار هي النظره التي يرمقونهم بها .
سمع امير المؤمنين (عمر بن الخطاب) ان امرأه دعت ابنتها الي خلط اللبن بالماء لتبتاعه في السوق فقالت الابنه لقد حرم امير المؤمنين ذلك فردت الام واين امير المؤمنين؟
فأبت الفتاه وسمع بها عمر فزوجها ابنه وكان حفيدهم (عمر بن العزيز) رضي الله عنه.
الم يفطنوا الي قول المولي عز وجل (ومما رزقناهم ينفقون) ، كل رزق ساقه الله اليك اوجب فيه حقا عليك اذا علم العبد ذلك كان من الفائزين يوم القيامه الم يستحي من يحتكرون المال ويحتقرون من لا مال له فقراء الامه وما اكثرهم يستغيثون باغنيائها فهل من مجير ؟
اصناف الناس اصحاب المال:
1 رجل اكتسب ماله من حرام وانفقه في حرام فهو في النار.
2 رجل اكتسب ماله من حرام وانفقه في حلال فهو في النار.
3 رجل اكتسب ماله من حلال وانفقه في حرام (كمن يشرب من خمر ) فهو في النار.
4 رجل اكتسب ماله من حلال وانفقه في حلال سيقال هنا الحساب (المال لكم والحساب علينا) كمن يتكبر في امواله ويمنع الصدقه ويحرم المحتاج فهو في النار.
ان الله يطالب اصحاب المال ان يتعاملو مع الله بالشكر (وقليلا من عبادي الشكور).
جوانب شكر النعمه:
1 بالثناء علي المنعم.
2 شكر النعمه بنسبها للمنعم.
3 لا تنفق النعمه فيما يغضب المنعم.
4 لاتشغلك النعمه عن عبادة المنعم (الذي جمع مالا وعدده)
5 الانفاق علي ما امر به المنعم (علي الفقراء والمساكين وذوي الحاجه).
هذا هو المال في القران وهؤلاء هم اصحاب المال فهل وصلت لهم رسالة رب السماء فيما يتعلق بالمال الم يكن الاجدي والانفع ان ينفق المال ابتغاء مرضاة الله حتي يسعد فقراء الامه وحتي لا يبيت مسلم وهو جائع ان المتغطرسين بـ سطوة المال اذا تدبروا حكمة الخالق في المن عليهم بهذا المال لايقنوا انه ماله وما لهم من مال الا ما اتاهم الله استفيقوا ايها الغافلون فسوف تحاسبون اين انفقتم هذا المال وكيف جاءكم ، ان المال قد يكون نعمه لمن يقدر نعمة الله عليه وقد يكون نقمه لمن اراد الله به سوء العاقبه والخاتمه

بسم الله الرحمن الرحيم


(ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطاءنا ربنا ولا تحمل علينا اثرا كما حملته علي اللذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا علي القوم الكافرين)

صدق الله العظيم




هذا المقال كتبته في احدي المنتديات منذ عامين


التعليقات : 0

إرسال تعليق


أخي الكريم، رجاء قبل وضع أي كود في تعليقك، حوله بهذه الأداة ثم ضع الكود المولد لتجنب اختفاء بعض الوسوم.
الروابط الدعائية ستحذف لكونها تشوش على المتتبعين و تضر بمصداقية التعليقات.

المشاركات الشائعة